جلسة الورقة البيضاء.. خلاف “التغييريين” – “القوات” ونصاب الثلثين ينتخب الرئيس!
لم تحمل الجلسة الأولى لمجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية، أي مفاجآت، بل انتهت بلا رئيس وتوزيع الأصوات على ورقة بيضاء التي كانت نجمة الجلسة وساحة النجمة، 10 للبنان، وصوت واحد لمهسا أميني، نهج رشيد كرامي صوت واحد، 11 لسليم اده، و36 صوتاً للنائب ميشال معوّض.
الجلسة التي شهدت تأمين نصاب الثلثين وتصويت طبيعي، تحولت الى مسرحية هزلية بين الحين والآخر واستعادت مشهد الأستاذ ومدرسة المشاغبين، انتهت برفع رئيس المجلس النيابي نبيه بري الجلسة لفقدان النصاب بعدما غادر أكثر من نائب القاعة، ورد بري على سؤال عن موعد الجلسة المقبلة بالقول: “اذا لم يكن هناك توافق واذا لم نكن 128 صوتاً لن نتمكن من إنقاذ للمجلس النيابي ولا لبنان. وعندما ارى ان هناك توافقاً سوف أدعو فوراً الى جلسة واذا لا فلكل حادث حديث”.
وفسر عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم كلام بري بأن تعيين جلسة مقبلة سيطول وربما لأسبوع أو أكثر، وبالتالي لن يتم انتخاب رئيس إلا بتوافق مسبق وتأمين نصاب الثلثين.
وإذ ظهر الخلاف واضح بين كتل القوات اللبنانية والكتائب من جهة وقوى التغيير وبعض المستقلين من جهة ثانية، تمثل بغياب أي مرشح بينهما وسجال النائبتين بولا يعقوبيان وحليمة قعقور وبين نواب القوات، علم “أحوال” أن القوات رشحت النائب ميشال معوض لحرقه واستبعاده لسحب مرشح جديد.
ووصف النائب الدكتور غسان سكاف الجلسة بأنها “جلسة الورقة البيضاء والطاغية”، لم تفض مبادرة سكاف الى توحيد قوى المعارضة على رئيس واحد، وقال لـ”أحوال” على هامش الجلسة: “تبين أن أكثرية النواب غير حاضرين للانتخاب، والرقم الذي ناله ميشال معوض 36 صوتاً كان ملفتاً لا سيما وأن 4 نواب مؤيدين له غابوا عن الجلسة، ما يعني أنه يحظى بـ 40 صوتاً، وقد يرتفع الى 65 إذا أضفنا الأصوات المتفرقة التي توزعت على بقية الأسماء، ويمكن أن تصل أصوات الورقة البيضاء إلى 65 أيضاً، لكن بكافة الاحوال يحتاج أي مرشح للفوز الى نصاب الثلثين”. وشدد سكاف على أنه مستمر بمبادرته بين الكتل والقوى السياسية للتوصل الى رئيس توافقي، وقال: “وصلنا الى مرحلة متقدمة، لكن أي مبادرة تحتاج الى فريقين يتفقان على اسم واحد، ونعمل على توحيد قوى المعارضة والكتل المستقلة على اسم واحد ويلقى في الوقت نفسه قبول أغلبية الموالاة”.
ويؤكد عضو كتلة تجدد النائب أديب عبد المسيح لـ”أحوال” “أننا ككتلة صوتنا للنائب ميشال معوض انطلاقاً من توجهنا لإحداث تغيير في منظومة الحكم القائمة وانتخاب رئيس جديد يكون مدخلاً لتحقيق إصلاح سياسي واقتصادي وبناء دولة مستقلة”، ويلفت إلى أن “نيل معوض 36 صوتاً نتيجة يمكن البناء عليها في الجلسات المقبلة، علماً أن هذا الرقم عبارة عن القوات والكتائب والاشتراكي وكتلة تجدد مع غياب النائبين ستريدا جعجع وسليم الصايغ ويمكن أن يصل الرقم الى 65 إذا ما صوت لمعوض نواب التغييريين والنواب السنة والمستقلين، وكذلك الأمر رقم 63 للورقة البيضاء يمكن أن يرتفع الى 65 إذا ما انتقل نائبين من ضفة الى أخرى”.
ويؤكد النائب سيمون أبي رميا لـ”أحوال” أن “أي طرف لا يملك نصاب الثلثين ولا حتى أكثرية 65 نائباً، وهذا ما أظهرته النتائج وخريطة الأرقام، وبالتالي لا بد من تأمين نصاب الثلثين والتوافق المسبق بين الكتل النيابية لانتخاب رئيس، لأن أي فريق لا يملك فرض مرشحه على الآخر وهذا هو التوازن السلبي وبالتالي محكومون بالتوافق”.
وأشار المرشح النائب ميشال معوض إلى أنني “أمثل خيار العودة للدولة والسيادة والإصلاح والتوافق الحقيقي بين اللبنانيين، وفي ظل الانقسام العامودي في البلد لا يمكن أن نأتي برئيس رمادي ضعيف غير قادر على فعل شيئ، وحتى لو كان هذا النموذج يأتي بأشخاص أوادم، لكن سينتج المزيد من الانهيار وسيكون الرئيس مجرد شاهد على مزيد من الانهيار”.
من جهته، يدعو النائب معوض في حديث لـ”أحوال” الى “توافق حقيقي بين اللبنانيين غير مبني على الاستقواء والتكاذب والرمادية والخوف، رئيس تحت سقف الدولة الوحيدة التي تجمعنا وتضرب الاصطفاف، التوافق الحقيقي لا يبنى على أساس سلاح خارج إمرة الدولة ولا على أساس جر لبنان على محاور مهما كانت طبيعتها، والتزام لبنان العربي والسيادة الداخلية للدولة او التوافق على مشروع الرئيس رينيه معوض مشروع السيادة والذي أدى الى اغتياله”.
وعن استعداده للحوار مع حزب الله كونه يحتاج الى أصوات الحزب لتأمين النصاب والانتخاب، يرى معوض أن “الأولوية لجمع المعارضة على مشروع وخيار ويتم مناقشته مع كل اللبنانيين، لبنان متجه الى الانهيار والصوملة والفوضى ويطال كل اللبنانيين بغض النظر عن انتماءهم الطائفي والمناطقي، الفقر والذل لا يميز بينهم، وفائض القوة لا ينتج الا مزيد من الانهيار، لذلك أدعو الجميع الى خيار الدولة الجامعة التي تجمعنا”.
وعن هواجس حزب الله من موقف معوض حيال السلاح، قال: “الحزب هو الذي يطمئننا، نمثل الخيار اللبناني الإنقاذي، الاستقواء والسلاح لا يؤدي الى إنقاذ لبنان، إلا إذا وضعنا السلاح تحت إمرة السلاح وبناء الدولة التي تجمعنا وتطمئننا جميعاً”.
محمد حمية